أمراض النفس
أمراض الروح ( القلب) أمراض روحية جسدية
1 -الجهل- الكفر 1- السحر
2- النفاق والرياء 2- المس
3- الحقد 3 - العين (الحسد)
4- الكبر والعجب
5- عبادة الدنيا
6- الخيانة وعدم الامانة
7- البخل والحرص
8- التسلط والظلم
9- الكذب
10 – حب النفس وإثارها
11- العشق والهوى
*أعراض أمراض القلب ( الروح ):- القلق ـ التوتر ـ الاكتئاب ـ الانفصام ـ الوساوس القهرية
*العلاج :- ذكر الله ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ الرعد28 ، والقرب من الله وإتباع شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقد قال إن القلوب تصدأ وجلاؤها القران ، وكذلك كثرة الطاعات والبعد عما يغضب الله عز وجل ففي غضبه موت القلوب وفي قربه حياة القلوب .
فالأصل في علاج أمراض الشهوات والشبهات هو العلم والمقصود بالعلم هنا هو العلم بالله واسمائة وصفاته العلا وهو أشرف العلوم فمن علم مكنون هذا العلم استحى أن يراه الله مصراً على معصية ، ويأتي هذا العلم بمجالسة الصالحين وتتبع آثارهم ، وكذلك بالفهم الواعي للشرع والدين فيزول الالتباس ويأتي اليقين .
الغزالي مكاشفة القلوب : " أن بعض الصالحين مر على جماعة فإذا بطبيب يصف الداء والدواء فقال يا معالج الأجسام هل تعالج القلوب فقال الطبيب نعم قال صف لي دائه فقال قد أظلمته الذنوب فقسا وجفا ، فقال هل له من علاج فقال الطبيب علاجه التضرع والابتهال والاستغفار آناء الليل وأطراف النهار والمبادرة إلي طاعة العزيز الغفار والاعتذار إلي الملك الجبارفهذه معالجة القلوب والشفاء من عم الغيوب ، فصاح الرجل الصالح ومضى باكياً وقال نعم . . نعم الطبيب أنت أصبت علاج قلبي فقال الطبيب هذا معالجة قلب من تاب ورجع بقلبه إلى البر التواب " .
أمثلة للأمراض النفسية :
o مرض النفاق : إنه من أشد الأمراض فتكاً بصاحبه فهو يهوي به في الدرك الأسفل وهو أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن فهو يظهر الإيمان والإسلام ويبطن الكفر كما كان رأس النفاق والمنافقين عبد الله بن أبى سلول وعلامات هذه الأمراض
1- الكذب ( ولا يجوز لمؤمن أن يتصف بهذا الداء فهو عرض ومرض مستقل في الوقت ذاته ) .
2- إخلاف الوعد .
3- خيانة الأمانة .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ﴿ آيات المنافق ثلاث اذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ومن كان فيه خصله ففيه خصلة من حصل النفاق حتى يدعها .﴾ صدق رسول الله r
وقال تعالى :- ﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} ﴾ (البقرة)
والنفاق هو أشد خطرا من الكفر فهم من المغضوب عليهم لأنهم عرفوا الحق واختاروا غيره وهم أصحاب القلوب الميتة اليابسة وهم فى سبيل تحصيلهم أغراضهم الدنيوية يخلفون الوعد ويكذبون على الناس ويخونون من ائتمنهم فماذا يرجى من أصحاب هذا المرض لو تولى أمرا من أمور الناس وماذا يحدث لو تفشى النفاق في المجتمع والنفاق بلغة هذا العصر له مسمى يندى له الجبين .
وهناك أمراض الشبهات والشهوات تصيب القلوب ويرجى علاجها بالعلم ومخالفة ألهوى وهي أمراض المعاصي والذنوب فمن أحس في نفسه مرضا وسأل الله العلاج أمده الله به وعافاه وإن أصر عليه ولم يتب منه زاده الله مرضاً
o الجهل : والمقصود بالجهل هو الجهل بالله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله وحكمته في خلقه وهو عكس العلم .
o فأشرف العلوم وأسماها هو العلم بالله وأسمائه وأوصافه وأفعاله وحكمته في خلقه فليس المقصود بالجهل هو الجهل بالعلوم الدنيوية من طب وفلك وهندسه وخلافها فممكن أن يكون هناك اساتذه في تلك التخصصات وهم من أجهل خلق الله لأنهم بعلمهم الدنيوي استغنوا عن الله وعبدوا غيره وتفشى الجهل في المجتمع واندثار العلم هو علامة من علامات يوم القيامة .
o فالجاهل هو عابد لغير الله مستعين بسواه يؤثر مرضاه معبودة عن مرضاه الله سبحانه وتعالى . وهو كذلك في تحصيل أموره الدنيوية مغمور فلا تعجبك أموالهم وأولادهم فالله سبحانه وتعالى يريد أن يعذبهم بهم في الحياة الدنيا وتزهق أرواحهم وهم مشغلون بالدنيا وملذاتها وشهواتها .
o يأخذ بالأسباب ويتعلق قلبه بها فيوكل إلى نفسه والى الأسباب وبالتالي يسخط على الأسباب والناس فتكون حياته هما وكربا وغما حتى وإن ملك الدنيا بحز فيرها .
o والإنسان فطر على أن يكون عبدا شاء أم أبى فمن لم يرضَ بالله ربا صار عبدا للشيطان والنفس والهوى
· ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً{43} ﴾ وصار عبدا" لشهواته وملذاته ، صار عبدا لغيره من البشر ، صار عبداً للطواغيت ، وإن ظن أنه حر فهو جاهل ولينظر إلى ماذا يتعبد ؟
· فالعز في طاعة الله والذل في معصيته وعبادة غيره .
o الكفر : وأشد أنواع ظلم النفس هو هذا الداء الخطير والذي يتعدي ظلم الإنسان لنفسه إلى ظلمه لغيره ، فالظلم والبغي والعدوان هو نتيجة حتمية لمن لم يعلم أن لهذا الكون خالقا ، وإن علم جهل انه مسير ومدبر والأمر كله بيديه ، فليس له قوة يركن إليها ويستمد منها قوته فيكون استعانته بغير الله وعبادته لغيره كذلك فالأصل فى الكفر هو الستر والتغطية ( فالزراع يكفرون الحبوب في الأرض أي يغرسونها ويغطونها ) ، والكفر بالله هو أقصي درجات ظلم النفس .
o الضلال والبغي : والضال هو من ضل الطريق إلى الله فيعبده بغير علم ويحاول الوصول إليه بغير شريعة الإسلام ويتبع منهج يخالف القران وسنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الذي هو باب الله ولن يقبل إلا من دخل من بابه ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{85} ﴾ (آل عمران)
والنتيجة الحتمية لكل هذه الإمراض والتي تتلخص في البعد عن الله بعدم إدراك وجوده واليقين من حكمته وعدله هو الجهل والكفر والنفاق والظلم والضلال والغوص في ملذات الدنيا شهواتها وتصير الحياة إلي الضنك وهذا ما توعده سبحانه لمن أعرض عن ذكره فالله سبحانه وتعالى يقول :
· ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى{126} ﴾ (طه) ، وضنك الحياة هي الهم والغم والتوتر والقلق و الذي يصيب الناس والخوف على ضياع الدنيا وامتلاء القلب واليد شغلا بها فيسلط الله عليهم أنفسهم فتهلكهم فهم يلهثون وراء طموحاتهم وطلباتهم .
· هذا بالإضافة إلى أن الله يسلط عليهم شياطين الإنس والجن يسومونهم سوء العذاب فيعيش الإنسان في توتر مستمر وقلق وهم وغم وصراعات مستمرة نتيجة خوفه من تقلبات الدنيا والتي هي بيد الله فيجعل فقره في قلبه وبين عينيه ولو ملك الدنيا بحز فيرها .
والمؤمن الحق لا يعرف للأمراض النفسية طريقا بفضل الله فما انتشرت الأمراض النفسية إلا عندما زاد الإنسان جهلا وطغت المادية علي حياته فانتشرت المصحات النفسية ودور رعاية المسنين نتيجة انتشار العقوق و الذي هو علامة من علامات يوم القيامة .
الخاتمة :
بالطبع سيلقى هذا البحث كل الترحيب والدهشة من أصحاب الإدراك القلبي لما عرفوا أن العقل بالقلب وهو الجزء المدرك المسرول عن سلوك الإنسان وفكره فمنه النية والإرادة والقصد وبقية الجوارح تعمل تحت إمرته ووفق إرادته بما في ذلك الجهاز العصبي في الإنسان .
وسيزدادون يقيناً على يقينهم بأن العلم من عند الله وتولى رسول الله r بثه للناس فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهو مدينة العلم وهو معلم البشرية الأول وعلي (رضي الله عنه) بابها , فعن علي (رضي الله عنه ) أنه قال
﴿ من اعتمد على ماله قل ، ومن اعتمد على جاهه ذل ، ومن اعتمد على عقله ضل ، ومن اعتمد على الله لا قل ولا ذل ولا ضل ﴾ والمقصود بالعقل هنا ما تعارف عليه الناس خطأً وهو المخ وبالطبع الإنسان لا غنى له عن عقله الحقيقي وهو قلبه وعقله الباطن فبه يعرف خالقه .
ولقد أثبت العلم الحديث أن المرضى المنقول لهم قلوب آخرين ماتوا يتغير فكرهم ويتأثرون كثيراً بأصحاب القلوب رغم عدم معرفتهم بهم ويحسون أن شخصاً آخر يشاركهم جسدهم وهذه حقيقة فللروح تعلق بالبدن في البرزخ .
وكذلك أثبت العلم الحديث أن مقدمة المخ وهي الناصية تنشط ويندفع إليها الدم كما تم تصويرها بالرنين المغناطيسي في حال الكذب وارتكاب الأخطاء وصدق رب العزة ﴿ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ{15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ{ 16}﴾
وسيلقى هذا البحث كل الاستهجان والإنكار من أصحاب الإدراك الذهني فهو يكشف موت قلوبهم واعتمادهم على أدمغتهم والكثير منهم لا يشعر بذلك ومن مات قلبه مات قبل الأوان حتى وإن مشى على الأرض فهذا هو الموت الحقيقي وللأسف كثر في هذا الزمان هؤلاء الناس ولكي يتأكد من صحة البحث عليه مراجعة فصيلة دمه وفصيلة دم أصدقائه والمقربين حتى يغنيه ذلك عن الجدال الذي لا فائدة منه وعليه أن يعود إلى الله ويطلب منه العون ويسأله الإيمان الحقيقي واليقين إن أراد لنفسه خيرا وإلا فالأمر إليه وعلى الله قصد السبيل .
· ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ الحجرات