الدولة : الهوايه : المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 2105 نقاط : 4340 السٌّمعَة : 4 تاريخ الميلاد : 05/08/1995 تاريخ التسجيل : 18/02/2015 العمر : 29
موضوع: النميمه الداء اللعين النميمه من كبائر الذنوب الأربعاء ديسمبر 23, 2015 12:49 pm
الحمد لله من لجأ إليه بلَّغه فوق مأموله، ومن سأله أعطاه أكثر من سُوله، أحمده سبحانه منَّ على من تاب إليه وأنابَ بعفوه وغُفرانه وقَبوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ مؤمنٍ بالله ورسوله، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله بيَّن سبل الهدى وبلَّغ الدينَ كلَّه بفروعه وأصوله، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه، أقاموا شرع ربهم بكماله وشموله، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخواتي الفاضلات سنتحدث اليوم عن مرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب وآفات اللسان وأدواء المجتمعات، وعصرُنا في إعلامه واتصالاته ومواصلاته ساعَدَ على انتشاره وزاد في آثاره، هل عرفتم هذا الداء نعم أنيقتي إنهاالنميمة
و هذه آفةٌ مُوبِقةٌ ، حذَّر منها خير الخلق صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً و يكره لكم ثلاثاً فيرضى لكم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئاً و أن تعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا و يكره لكم قيل و قال ، و كثرة السؤال ، و إضاعة المال ) .
أما بعد: فأوصيكن -يا المسلمات- -، فاتقين الله -رحمكن الله- فلقد نطقَت الغِيَر بالعِبَر، فانظرون لخلاصكن قبل انقضاء أعماركن، واعتبِرن بمن مضى من القرون والأقران، وسلُن القبورَ عن ساكنِيها، فالعاقلُ من راقبَ العواقبَ، ومن أخطأَته سهامُ المنيَّة قيَّده عِقالُ الهَرَم،
أخواتي في الله فإنّ من أمراض النفوس التي انتشرت في المجتمع المسلم مرض النميمة. وهو داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأُسر، ويفرق الأحبة، ويُقطع الأرحام و داءٌ وَبيل وشرٌّ خطير يُولِّد أعظمَ الشرور، ويُنتِج أشد المفاسد، كم أُدمِيَت به من أفئدة، وقَرَحت من أكباد، وقُطِّعت من أرحام، وقُتِّل من أبرياء، وعُذِّب مظلومون، وطُلِّقَت نساء، وقُذِفَت مُحصَنات، وانتُهِكت أعراض، وتفكَّكَت أُسَر، وهُدِّمت بيوت.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» ففي هذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلاّ إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
وقد مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقبرين، فقال: "إنهما ليُعذَّبان وما يُعذَّبان في كبير؛ بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتِرُ من البول". متفق عليه.
وفي الحديث عند مسلم: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أُنبِّئكم ما العَضه؟! هي النميمة القالَة بين الناس".
وفي الحديث الآخر: "تجدُ من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ".
ويقول أبو هريرة -رضي الله عنه-: "النمَّامُ شر خلق الله".
فإن النميمة هي نقل كلام الناس على وجه الإفساد، وهي من كبائر الذنوب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النمام حتى قال: ( لا يدخل الجنة نمام ) وفي رواية لا يدخل الجنة قتات، والقتات هو النمام، ولكن قالوا القتات نمام يزيد في الكلام ويكذب عندما ينقل الكلام، وهي من الذنوب التي يكون صاحبها في قبح ونكر في كل الأحوال حتى لو صدق في الكلام الذي نقله ليفسد به بين الناس، ولذلك لما نقل الرجل النميمة لعمر بن عبد العزيز قال له يا هذا إن شئت نظرنا في قولك فإن كنت صادقا فأنت من أهل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق ...} فأنت فاسق، وإن كنت كاذباً فأنت من أهل قوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل العفو يا أمير المؤمنين والله لا أعود إلى مثلها أبداً.
فاحذرن -رحمكن الله وعافاكن-، ومحِّصن وتحقَّقن، ولا تتعجَّلن، واعفن واصفَحن واغفرن واسمعن وأطيعن.
سعى رجلٌ إلى عليِّ -رضي الله عنه- برجلٍ، فقال عليٌّ -رضي الله عنه-: "يا هذا: إن كنتَ صادقًا فقد مقتناك، وإن كنت كاذبًا عاقبناك، وإن شئتَ الإقالَة أقلناك"، فقال: أقِلني يا أمير المؤمنين.
وسعى رجلٌ بالليث بن سعد إلى والي مصر، فبعث الوالي إلى الليث، فلما دخل عليه قال الوالي: يا أبا الحارث: إن هذا أبلغني عنك كذا وكذا، فقال الليث: "سَلْه -أصلح الله الأمير- عما أبلَغَك: أهو شيءٌ ائتمنَّاه عليه فخاننا فيه فما ينبغي أن تقبَل من خائن، أو شيءٌ كذبَ علينا فيه فما ينبغي أن تقبَل من كاذب"، فقال الوالي: صدقتَ يا أبا الحارث.
أخواتي في الله: فكم شخص وقع ضحية هذه الصفةُ الذميمة و كانت دمار كثيرٍ من الأبرياء والغافلين طاهري القلوب سليمي الصدور، كم وكم قضَت على أنفُس، وسلَبَت من أموال، وشتَّتت من أُسَر، وأخرجَت من ديار، وجلَبَت من مِحَن، وحرَمت أطفالاً وأمهاتٍ من أُسرهم وأهليهم،و قطَّعت أرزاقًا ومنَعت نفقات بدون جنايةٍ اقترفوها.
فاتقين الله -رحمكن الله-، فكم هي نعمةُ الله على عبده أن لا يكون ممن يحسُدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فيعصِمه الله من النميمة، ويحفظه من الوشاية، ويحميه من قالَة السوء، ومن أراد السلامة فليجتنِب كثرة الكلام، وإفشاء الأسرار، وقبول مقالات الأقوام.
اِحفَظ لسانَكَ أيُّهـا الإنسـانُ *** لا يَلـدغَنَّـكَ إنَّـه ثُعبـانُ كم في المقابِرِ من لديغِ لِسانِه *** كانت تهـابُ نِزالَهُ الشُجعانُ
فلا تدعي النمامة تلوث مجلسك تدنس سمعك بالذنوب والمعاصي، بل كني آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر، وازجريها شر زجرة ، ولاتصغي لها، سمع وابرأ إلى الله من فعلها.
حفظ الله لسانك وسمعك وبصرك.
نفعني الله وإياكن بالقرآن العظيم، وبهدي محمد -صلى الله عليه وسلم ووفّقنا لخيرَيْ القول و العمَل ، و عصمنا من الضلالة و الزلل إنه على كل شيء قدير .
أهلا بكم في منتداكم:- منتديات علم سوفت-:
يمنع وضــع مواضيع بغير مكانها الصحيح .
الرجاء قراءة قوانين المنتدي والقوانين الخاصة بالاقسام قبل الكتابة بها .
عدم ردي على أي موضوع لك لايعني أني لم أرغب بالرد عليك وإنما الوقت محدود بالنسبه لي لظروفي الشـــخـصـيــــــه والعمل وأعباء أخرى لايعلمها غير ربي . لطلبات الدعم الفنى هنــــــــــــــــــــــا