علم سوفت مؤسس المنتدي
الدولة : الهوايه : المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 2105 نقاط : 4340 السٌّمعَة : 4 تاريخ الميلاد : 05/08/1995 تاريخ التسجيل : 18/02/2015 العمر : 29
| موضوع: دولة الفونج الإسلامية في السودان عام 1504 إلى 1821م الإثنين ديسمبر 14, 2015 11:36 am | |
| دولة الفونج الاسلامية
عمارة دونقس 1504 م
حوالى اوائل القرن السادس عشر الميلادى وفى فترة الغموض و قلة المصادر عن أخريات مملكة علوة أو العنج كما يسمونها في السودان ظهرت دولة اسلامية يرأسها الملك عمارة دونقس من مجموعة تدعى الفونج . و بالرغم من ان هذه الحقبة من تاريخ السودان قريبة منا نسبيا فان مصادرها قليلة و مشوشة و العهد الذي سبقها في علوة المسيحية كان أشد غموضا .. و هناك روايات محلية بعضها يلقنه الآباء للأبناء و خاصة ما كان متعلقا منها بأيام القبائل و رجالها المشهورين و بعضها دونت في فترات متأخرة سماعية و نقلها آخرون تناولوها بالحذف و الاضافة و حتى أول سائح أجنبي دخل مملكة سنار في أيامها الأولى و هو داود روبيني ترك لنا روايات مشوشة مضطربة فيها فجوات و فيها أسماء لاماكن و شخصيات يصعب تحقيقها و انطباقها على الأسماء المعروفة لدينا و اختلف الباحثون في تحديدها .و ثار جدل لم ينته بعد حول أصل الفونج و من أي موطن دخلوا السودان و في أي وقت دخلوا في حلف مع العبدلاب , و مملكة سوبا التي قامت على أنقاضها دولة الفونج لم يتضح لنا على وجه التحديد هل كانت نهايتها تدريجية أم كانت بهجوم على عاصمتها سوبا و تخريبها على حسب الروايات , و الروايات الوطنية تفقد أحيانا الحاسة الزمنية مما يجعل مهمة الباجث بالغة الصعوبة و مع ذلك فلا بد لنا من الأعتماد على مصادر مكتوبة و مدونة عندما نبدأ قصة التأسيس الأول كدولة الفونج , ز هنا يبرز لنا مصدران رئيسيان في هذا الصدد أولهما مخطوطة للشيخ أحمد كاتب الشونة الذي عاصر أواخر عهد الفونج و أوائل عهد الحكم التركي المصري و عمل حينا في شونة الخرطوم , و لذلك سمي بكاتب الشونة , و مخطوطته تسرد تاريخ الفونج منذ تأسيسها و تذكر عن ملوكها الأوائل نبذا قصيرة و لكن عندما تمتد القصة الى عهد تزدحم الحوادث و يطيل في سردها , و يبدو أنه اطلع على الكشف الذي يحوي ملوك الفونج و تاريخ توليتهم , و هذه الرمايات الوطنية تقول بانقضاء دولة العنج في سوبة على يد عمارة دونقس و حليفه عبدالله جماع من عربان القواسمة , و المصدر الثاني هو داود روبيني يهودي شرقي زار السودان 1521 و هبط أرض السودان في ميناء سواكن و سافر في قافلة مكونة من 3000 بعير و جهتها أرض كوش و لم يتضح لنا الطريق الذي اتخذته القافلة و لكن الأرجح هو الطريق التقليدي الى النيل في بربر أو ضواحيها و منها توغل في البلاد حتى حل على عمارة دونقس في مكان يدعى Lamul و لعلها لولو التي يذكرها الشيخ أحمد على أنها في الصعيد الأعلى و جنودها لهم نفوذ في سياسة دولة الفونج لأنهم حسب ما يبدو كانوا دعامة جيش عمارة الذي أسس به مملكته و ذكر أن الملك عمارة يقيم على النيل و من ذلك يتضح لنا أن عمارة في سنة 1521 كان ملكا مؤسسا لدولة إسلامية و أن مقره كان على ضفاف النيل .
تنقلات عمارة فى مملكته
كان عمارة اسود اللون حسب ما شاهده روبينى ويحكم السود والبيض و كان من عدته التنقل باستمرار في أرجاء مملكته , و بقي روبيني في صحبته نحوا من عشرة أشهر لم يقم الملك خلالها بل بقي في طواف مستمر , تحرسه موكبة من الفرسان تزيد عن الستين تحت إمرة ابي كامل و في كل مرحلة تبني الرواكيب للاستراحة , و في حاشية الملك عدد من الاشراف آل البيت , و يصف ما يملكه عمارة من الأبل و المواشي و الاغنام و يذكر وجود التبر في أرضه و حلى نسائه الذهبية . و يتضح لنا من هذا الوصف أمران: أولهما أن عمارة بسط نفوذه على أراضيه الشاسعة لتنقلاته و مروره على رعاياه بدلا من أن يقبع في موضع واحد و ثانيهما أن ظهور دولة إسلامية في مجاهل أفريقيا جذب إليه رهطا من رواد المسلمين و بعضهم كلن من آل البيت و بعضهم ادعى ذلك . و كان الملك يتلقاهم بالترحاب و التكريم و يحتمل أن روبيني نفسه ادعى الاسلام والنسبة لآل البيت و لا نجد تفسيرا لما كان يتمتع به من ترحيب و اكرام في السودان و خاصة من الملك غير ذلك.
روبيني يفارق عمارة
و من رواياته نستدل على أن روبيني شعر بأن أمره قد ينكشف حيث يذكر حضور شريف من مكة وعه كتاب و لعله يحوي الأنساب . أخبر هذا الشريف المكي الملك بأن روبيني دعى و دافع عن نفسه و لم يمسه الملك بسوء و لكنه صمم على مغادرة البلاد و سمح له الملك و أمده بخبير و فرسين و بعثه لأمين خزانته المقيم بسنار . وصلها بعد ثمانية أيام اجتاز خلالها حسب ما يروي أنهارا من الطين ولعله سافر في أخريات فصل الأ مطار . و لم يمكث إلا يوما واحدا على الأرجح في سنار و غادرها إلى سوبا بعد رحلة استغرقت خمسة أيام و وجدها خرابا , و من كانوا هناك يقيمون في رواكيب حولها. و بعد مسيرة عشرة أيام وصل مملكة آل جعل و هي تابعة لمملكة سوبا حسب ما يروى , و تحت حكم عمارة , و ملك آل جعل يدعى أبو عقرب . و في جبل أم علي كما يعتقد قابل زعيما كبيرا يسمى عبد الوهاب حيث مكث ستة أيام ولكنه استأنف سفره عندما حضر مبعوثون من مملكة سنار كنادين عبد الوهاب من الشاطىء المقابل حسب ما يروي روبيني بأن يبقى حتى تصله هدايا الملك من رقيق و إبل , و في الحال امتلأت قرب المياه و وضعت على ظهور الابل و رافقه عبد الوهاب نفسه عبر الصحراء حتى وصلوا دنقلة . و الغريب أنه لا يذكر انه مر على قرى و في هذا دلالة واضحة على أن مشيخة العبدلاب لم تؤسس بعد , و لنا رجعة لموضوعهم , و يؤكد لنا روبيني أن خراب سوبا و وجود مملكة جعل و أنها تابعة لسوبا و تحت إمرة عمارة . هل نستنتج من ذلك أن مملكة الجعليين حلت محل مملكة الابواب و عندما سقطت سوبا دانت المملكة لحكومة الفونج التي حلت محل سوبا؟ هناك إحتمال كبير .
حدود الفونج الشمالية:-
بالرغم من مذكرات روبيني المشوشة و التي أملاها من الذاكرة عند وصوله لأوربا يتضح لنا أن بلاد السكوت و المحس خارجة عن نطاق نفوذه و هذه تؤيد الرواية القائلة بأن قتالا نشب بين قبيلة الجوابرة . منطقة نفوذ الفونج و قبيلة الغربية بمعونة الاتراك نتيجة الحد الفاصل بين حكومة مصر الجديدة و حكومة الفونج الناشئة أيضا و عند مرور روبيني بمنطقة الحدود هذه لاحظ الحد الفاصل . وهذا يوافق الأحداث في مصر حيث تغلب السلطان سليم العثماني على آخر دولة للمماليك في مصر سنة 1517 . وتقول روايات منطقة السكوت و المحس أن الجوابرة كانوا على وشك الانتصار على قبيلة الغربية و عندما شعروا بقوة الجوابرة استنجدوا بالاتراك في مصر فخفت سنة 1520 سرية جند من البوسنة تحت قيادة حسن قوسي و تمكنوا من التغلب على الجوابرة حيث تقهقروا الى اقليم دنقلا و أ صبح حسن قوسي حاكما شبه مستقل على بلاد النوبة إلا أنه يدين بالولاء و الطاعة للسيادة العثمانية في مصر و يرسل لهم جزية و عند وفاته تولت زريته حكم المنطقة من بعده و جعلوا عاصمتهم الدر و عرفوا بالكشاف الغز.
علاقة الفونج بالعثمانيين:-
وصل نفوذ بني عثمان إلى بلاد السكوت و المحس و جاوروا الفونج من جهة الشمال و احتلوا سواكن منفذ بلاد السودان الوحيد إلى الخارج و خاصة لتأدية فريضة الحج و لا بد و الحالة هذه أن ينزعج عمارة من هذه القوة الجديدة الفتية والتي اتخذ سلطانها لقب خليفة المسلمين و بديهي أن تساوره الشكوك عن نيات العثمانيين إذ ربما بقوة الاندفاع هذه بلقب خليفة المسلمين يتوغلون في أراضيه التي لم يمض وقت طويل على بسط نفوذه عليها . و هنا تأتي رواية نعوم شقير التي لم يبين لنا مصدرها بأن الامام السمرقندي أشار على عمارة بأن يبعث إلى السلطان سليم ينبئه فيها بأنهم يدينون بالاسلام و أنهم ينحدرون من قبائل عربية طميمة و تعزيزا لهذه الدعوة بعث له بأنساب القبائل التي تقطن السودان و أن الوثائق محفوظة في استانبول . و لا نعرف عن الامام السمرقندي أكثر من هذا و لعله إن صحت الرواية من أولئك الرهط من المسلمين الذين وفدوا إلى الشريف الذي ذكره روبيني و معه كتاب من مكة و كان سببا في رحيله إذ اتهمه بأنه دعي . و هذه الوثائق لم تظهر في محفوظات استانبول و لعلها محفوظة في القسم العثماني بمحفوظات القلعة في القاهرة .
أصل الفونج:-
و قصة الانسياب هذه تقودنا الى اصل الفونج . و هم كبقية معظم سكان السودان الاوسط و الشمالي يرجعون باصولهم الى العرب و الى بني امية بالذات . و المصادر العربية تذكر ان بعضا من امراء بني امية هربوا من مصر الى بلاد النوبة و البجة عندما خر صريعا في مصر مروان بن محمد آخر خليفة لهم , و كانت سياسة بني العباس ترمي الى ابادة البيت الاموي . فلا غرابة اذا ما توغل بعضهم في مجاهل افريقيا و قفارها خوفا من سياسة الابادة هذه . يروى ان اميرا من هؤلاء , وفد على ملك النوبة و ناقشه في مسألة خروج المسلمين على قواعد دينهم و طرده الى مصر حتى لا تحل اللعنة ببلاده بقدوم هؤلاء الذين لم يراعوا قواعد دينهم . والاثار فى منطقة البجة كشفت عن مسجد فى سنكات وعن اثار وقبور اسلامية منتشرة فى الطريق المؤدى ارتريا . ويمتد الزمن منذ سقوط الدولة الامية الى حين قيام دولة الفونج الى نحو 750 سنة فلا بد ان زواج هؤلاء الامراء الفارين بالافريقيات اثر فى الوانهم وطباعهم وتقاليدهم وجعل بعض الباحثين يشكون فى هذه النسبة ومنذ ان نشر جيمس بروس كتابه متضما اخبار سنار فى رحلته لاكتشاف منابع النيل بدأ الجدل بمختلف النظريات عن اصل الفونج .
نظرية اصل الفونج من الشلك :-
اول من نسب اصل الفونج الى الشلك هو جيمس بروس السائح الاسكتلندى الذى دون معلوماته من نقاط غير مرتبطة بعضها ببعض ويرجح انه اخذ من احمد سيد القوم ونستطيع ان نتخيل ان احمد سيد القوم يسرد لبروس معلومات مبعثره عن الاحداث الهامة فى تاريخ الفونج منذ تاسيس دولتهم الى سنته التى يروى فيها احداثه هذه ، ونلاحظ مدى قدرة بروس عن تفهم لهجة سيد القوم وهى تختلف عما درسه فى اللغة العربية ، ولحسن الحظ ان مذكراته التى دون فيها روؤس الموضوعات والتى نسج منها قصة متصلة فيما بعد فى كتابه قد نشرت وهاهى حسب ما دونها كرفورد فى كتابه (( مملكة الفونج فى سنار )) : مشايخ اعالى النيل الازرق مواطنون من ذاك الاقليم وهم فونج وفدوا من نفس الاقليم الذى جاء منه شنقالا SHANGALA الذين طردوا العرب تحت زعامة ود عجيب . فازوغلى وقباهى مواطن الفونج . ملك الفونج فى شنقالا . ( الاسم الخاص شلك ) هؤلاء يقطنون فى ( ثلاث جزر رئسية ) على النيل الابيض وينهبون بواسطة قوارب فى اعالى النيل الابيض . وهم كثيرو العدد ياتون غالبا من ثلاث جزر مسيرة يوم واحد صعيد الليس واخرون صعيد هذه الجزر . ومدنهم تقع على الضفة الغربية للنهر وعددهم كثر . بين النيل الازرق والنيل الابيض جنس اخر من النوبة ، وهؤلاء هم النوبة الاصليين وموطن الذهب ، هؤلاء السود الاخرين اتوا من قبا ونوبا وفازوغلى ، وقبا ونوبا تقع نحو اخر حدود كوارا فى الاقليم الحار المنخفض جنوب شرقى تلك المقا طعة . ولم تعرف عن بروس الامانة والدقة فى سرد اخبار رحلته وخلط بين حوادث منفصلة تمام الانفصال عن بعضها البعض . فقد ورد فى مذكراته هذه . ذكر اولاد عجيب ويقصد به الشيخ عجيب المانجلك ثانى مشايخ العبدلاب وليس من المعقول ان يكونوا فى الوجود عند تاسيس دولة الفونج لانه اذا صحت رواية الحلف بين عمارة وعبدالله فالاخير هو مؤسس مشخة العبدلاب وليس احفاده . وفى تاريخ الفونج حروب مع الشلك ومع النوبة وقد احضر منهم عدد كبير كسبايا اسكنهم الملك فى قرى بالقرب من سنار وبروس نفسه زارهم ووصف حياتهم . ويتضح من ذكر فازوغلى وقبا ان الفونج كانوا فى اول امرهم هناك يؤيده ان عماد جندهم من تلك المناطق ولو صح ان لامول التى ذكرها روبينى ولولو ، التىذكرها الشيخ احمد كاتب الشونة هما اسمان لمكان واحد مع تحريف احداهما لااشارت كل الدلائل على ان موطن الفونج الاول والذى منه بسطوا نفوذهم هو اقليم فازوغلى .
نظرية الاصل من برنو :-
ويرجع اركل الفونج الى مملكة برنو من رواية وردت من تاريخ برنو تقوا ان ماى عثمان احد افراد العائلة المالكة ابعد من برنو سنة 1846 م وذهب الى اقليم malakad . وهناك حكم الشرق والغرب لمائة سنة الى ان فتح مملكته الاتراك ويعتبر ان مالكاد هذه هى المكادة وهو الاسم العربى للحبشة ويعتبرها اركل لاثبات نظريته مملكة سنار وعليه فان ماى عثمان واحد من ابنائه هو المؤسس الاول لمملكة الفونج ونقطة الضعف فى هذه النظرية هى ان اقصاء ماى عثمان حدد له سنة 1486 م وان مدة حكم مملكته حدد بمائة سنة ومعروف لدينا ان دولة الفونج ظلت قائمة لاكثر من ثلثمائة سنة وفوق كل هذا لم نسمع لا من الشلك ولامن السلالة الحاكمة فى برنو ان احد افرادهم او مجموعة منهم قامت بتاسيس مملكة سنار والفونج انفسهم مطمئنون على ان اصلهم العربى الاموى مع الاعتراف باختلاط اسلافهم عبر القرون بالافريقيين وهذا يفسر لهم سواد الوانهم وتاقلمهم بالبيئة هذا ينطبق على غيرهم من القبائل العربية فى السودان .
دور العبدلاب:-
الروايات المتداولة كما تمثلها مخطوطة الشيخ احمد تجعل لنهاية حكم العنج وبداية عهد الفونج قصة تحالف بين عمارة دونقس وعبدالله جماع وبتاحادهما انتصارا على العنج وخربا سوبا واصبح عبدالله جماع وكيلا لعمارة دونقس فى الجزء الشمالى . ولكن داوود روبينى فى رحلته لم يذكر انه مر على (قرى) عاصمة العبدلاب حينها وعاصمة الدولة الإسلامية الأولي في بلاد السودان قاطبة . ولم يذكر مملكة بهذا الاسم ، وقد ذكر مملكة ال جعل وملكها ابو عقرب . وهناك دليل اخر يرجح ان مشيخة العبدلاب قامت فى وقت متاخر عن قيام مملكة الفونج وهو ان الفونج حسب الروايات قامت دولتهم سنة 1504 م ومؤكد ان الشيخ عجيب المانجلك مات فى معركة مع عدلان ملك الفونج سنة 1611 م ومعنى هذا ان عبدالله وعجيب فيما بينهم حكم اكثر من مائة سنة . والمرجح ان هذا الحلف قام فى اخريات عهد عمارة وقد حكم نحو ثلاثين سنة و سبقته اتحادات على راسها عبدالله أضفت عليه لقب جماع لانه جمع القبائل واستقر النظام على سيادة الفونج ووكالة العبدلاب من اريحى شمالا الى الحدود مع النوبة وجنوب اريحى وشرق النيل الازرق وجنوب الجزيرة الى الحدود الاثيوبية يسيطر عليه الفونج مباشرة .
دكين ونايل 1569 م :-
توالى على حكم مملكة الفونج بعد عمارة ثلاثة ملوك لم تصدر لنا المصادر ما يستحق التنويه به ولكن عندما تربع الملك دكين نرى فيه ملكا احدث تطوارات هامة فى نظام الحكم . يقول الشيخ احمد عنه :وهو من افخر ملوك الفونج فرتب الدواويين احسن ترتيب وجعل لها قوانين مربوطة لا يتعداها احد من جميع اهل مملكنه وجعل لكل جهة من جهات مملكته رئيسا معلوما وقنن لمن عادته الجلوس يحضرته رتيا الاعلى فالاعلى فى جلوسهم امامه وما زال شارعا فى تمهيد دولته الى ان توفاه الله تعالى سنة 985 هجرية )) ومن هذا النص يتضح لنا ان تقاليد تعيين المشايخ والرؤساء للجهات المختلفة بدات تنتظم فى عهد دكين . ويبدو ان الشيخ عجيب المانجلك زعيم العبدلاب ووكيل الفونج فى قرى اشرف على هذه التنظيمات وقام بدور فعال فى ارساء قواعدها .
عدلان ود أى 1611 م :-
تتابع ملوك اخرون بعد دكين لايسترعون انتباها حتى عهد عدلان حيث تتناول مخطوطة الشيخ احمد النهضة الدينيه فى عهده بذكر اسماء رجال الدين الصالحين امثال الشيخ ادريس ود الارباب والشيخ حسن ود حسونه والشيخ ابراهيم البولادى والشيخ محمد المصرى وتاج الدين البهارى ولكن اهم حادثة فى عهده هى خروج الشيخ عجيب على الفونج والتقاء جيش الفونج مع جيش العبدلاب فى جريف كركوج على الارجح وانهزمت عساكر عجيب ومات فى المعركة وفرت عائلته الى دنقلا ولكن بواسطة الشيخ ادريس ود الارباب رجعت االعائلة واقام الملك عدنان العجيل اكبر ابناء عجيب شيخا على قرى . وقصة الشيخ عجيب وخروجه عن طاعة الفونج ومجاهرتهم بالعصيات تؤكد لنا المكانه العظيمة التى وصل اليها النفوذ الذى بسطه على كل الاراضى التى تقع تحت امرته مباشرة وهى تضم قبائل عربية تعتز باصولها وتمتاز بوعيها النسبى اذا ما قورنت ببقية انحاء السودان وفوق كل هذا كانت فى تلك الاراضى نهضة تعليمية دينية عمادها بعض الرواد من انحاء العالم الاسلامى ومن السودانيين الذين درسوا فى الخارج وخاصة فى الازهر ومن اولئك الذين تلقوا علومهم الدينية على ايدى الفريقين . ويظهر لنا عجيب كشخصية تشجع هذا الاتجاه وتسهم فيه فقد بنى رواقا للسنارية فى المدينة المنورة واخر فى الازهر واكرم العلماء والصالحين واقطعهم الاراضى وقبل شفاعتهم . ورجل له مثل هذه المكانة ومنطقة لها هذا الوعى النسبى لابد وان يحاول التحرر من اية سيطرة عليه . فلا غرابة و الحالة هذه ان يتمرد ويرفض الخضوع المتوارث لسلاطين الفونج ولكن الكلمة الاخيرة فى الحرب ليست للوعى ولا لقوة الشخصية بل لقوة الجهاز الحربى وهذا ما كان يتمتع به سلاطين الفونج
النهضة الدينية
دون لنا مواطننا صاحب (( طبقات ود ضيف الله )) تراجم لاكثر من ماءتين لرواد العلوم الدينية من شريعة ومتصوفة وممن يجمع الصفتين والصورة يبدو واضحة من ان المسلمين قبل تاسيس دولة الفونج كانوا فى حاجة الى مرشدين وتم لهم ذلك عندما ا صبح الاسلام دين دولة الرسمى وساقدم صورا خاطفة عن بعض هؤلاء المرشدين كما وصفهم صاحب الطبقات .يذكر عن الشيخ ابراهيم البولادى بأنه ولد بدار الشايقية ورحل الى مصر وتفقه على يد الشيخ محمد البنوفرى واخذ عليه الفقه والاصول والنحو ورجع لبلاده ليدرس فيها خليل وارساله وهو اول من درس خليل ببلاد الفونج . وفى اخبار الشيخ ادريس ود ارباب حديث جدل بين العلماء والصالحين عن التنباك والقهوة امتد الى علماء الازهر . وفى حلقة الشيخ صغيرون ألف طالب ، وتلاميذه صاروا شيوخ الاسلام . والمسلمى جمع بين العلم والعمل وتفقه على يد الشيخ عبدالرحمن بن جابر وهو احد تلاميذه الاربعين الذين بلغوا درجة القطبانية . وارباب العقائد شدت اليه الرحال فى علم التوحيد والتصوف وزاد عدد طلبته على الالف من دار الفونج الى دار برنو ، والف كتابا فى اركان الايكان وسماه الجواهر . والمضوى درس الرسالة والنحو وعلم الكلام والاصول والمنطق والف كتابا وسافر لسنار للاطلاع على مكتبة الخطيب عمار ودخل على الملك ففرق اليوان لاجله وقام اليه وعانقه وعاتبه واغدق عليه المنح والعطايا . وقدم الى السودان تاج الدين الهارب من بغداد فى اول عهد الشيخ عجيب وقد نشر طريقة الشيخ عبدالقادر الجيلانى وسلك عليه الطريق الشيخ محمد الهميم والشيخ بانقا الضرير وحجازى بانى اربجى ومسجدها وشاع الدين ود التويم والشيخ عجيب نفسه والشيخ حسن ود حسونة المثل الاعلى فى الزهد والتقشف والكرم وسافر الى سنار فى ركب عظيم ادهش ملك الفونج .
نهاية دولة الفونج:
بدأ تفكك هذه الدولة في القرن الثامن عشر بسبب تمرد عدد من القبائل على السلطة، بينما ابتدأت تنشأ في غربي السودان قوة جديدة عرفت بمملكة دارفور وعاصمها طرة.وصمدت المملكة الجديدة قرنين ونصف قرن من الزمن حتى فتحت قوات محمد علي السودان.
- أهلا بكم في منتداكم:- منتديات علم سوفت-:
- يمنع وضــع مواضيع بغير مكانها الصحيح .
- الرجاء قراءة قوانين المنتدي والقوانين الخاصة بالاقسام قبل الكتابة بها .
- -(( لو لم تلقى منى ما تريد))- * توجه هنــــــــــــــــــا.
- عدم ردي على أي موضوع لك لايعني أني لم أرغب بالرد عليك وإنما الوقت محدود بالنسبه لي لظروفي الشـــخـصـيــــــه والعمل وأعباء أخرى لايعلمها غير ربي .
لطلبات الدعم الفنى هنــــــــــــــــــــــا
| |
|
KOKA95 عضو فعال
عدد المساهمات : 270 نقاط : 270 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 10/10/1995 تاريخ التسجيل : 19/09/2015 العمر : 29
| موضوع: رد: دولة الفونج الإسلامية في السودان عام 1504 إلى 1821م الأربعاء ديسمبر 16, 2015 8:28 am | |
| جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع وربنا لا يحرمنا من ابداعاتك تقبل مروري وبالتوفيق | |
|