نور الإيمان عضو نشيط
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 56 نقاط : 122 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 16/04/1968 تاريخ التسجيل : 10/03/2015 العمر : 56
| موضوع: لم يذكر اسمها ولم ينسى فعلها الأحد أكتوبر 18, 2015 4:48 pm | |
| ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسريَ به إلى بيت المقدس وجد رائحة طيبة ملأت صدره الطاهر وآنسته في مسراه ، فالتفت إلى رفيق سفره وأمين الله في رسالاته إلى الأنبياء الكرام يسأله عن سر هذه النسمة المباركة فقال : يا أخي جبريل ؛ ماهذا العبق الآخّاذ الذي ملأ المكان . قال جبريل : هذه رائحة قير ماشطة ابنة فرعون وزوجها وابنهما . قال الرسول صلى الله عليه وسلم : كأن فرعون قتلهم ؛ أليس كذلك يا أخي جبريل ؟ قا جبريل : بلى يا محمد ؛ أصبت كبد الحقيقة . قال : هذا دأب الظالمين ، قد خبـِرت الكثير من أمثال فرعون في مكة وغيرها . قال جبريل : هم كذلك في كل زمان ومكان ، نسخة واحدة تتكرر في البطش والتنكيل ، وظلم البشر ، والتجبر عليهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : فما قصتهم يا أخي جبريل ؟. قال : كان الرجل وزوجته من المؤمنين الأتقياء - إن الطيور على أشكالها تقع – رزقا طفلاً أرضعاه لبن الإيمان والتقوى ، وكانا يكتمان إيمانهما في هذا السيل من الكفر الطامي ، وكلما وجدا في إنسان بذرة خير واطمأنا إليه دعَواه إلى الإيمان بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . ويظل الداعية آمناً في حياته إذا لزم جانب الحذر ، وعرف كيف يظهر إيمانه ومتى؟ لكنّ الحذر لا ينجي من القدَر . والدنيا دار ابتلاء يسعد فيه من نجح في الامتحان ، ويهوي فيه من نكص على عقبيه . وباع باقياً بزائل . قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : فكيف كُشف أمرُهما ؟ قال جبريل عليه السلام : بينما كانت المرأة تمشّط شعر بنت فرعون وقع المشط من يدها ، فانحنت تتناوله قائلة باسم الله . .. فانتبهت ابنة فرعون إلى قولها ، وكأنها استحسنته . فابتسمت بوجه المرأة تشكرها على إيمانها القوي بالمتألّه المتكبر فرعون . ثم قالت لها متلطفة ومتأكدة بآن واحد : تقصدين أبي - الإله العظيم – أليس كذلك ؟. لو أرادت المرأة أن تستدرك ما قالته لأجابت إجابة مبهمة ملمّحة ليست واضحة ، كأن تبتسم بوجه الفتاة ، وتغبطها على حبها لأبيها ، أو تتمتم بألفاظ غير مفهومة توحي بالاعتذار ، أو تشاغلها بحديث آخر يبعدها عن الجواب .. ولعل امتعاضها من هذا السؤال غير المتوقع كشف خبيئتها ، وفضح مستورها ... ولعلها ظنت بالفتاة خيراً ، ورأت الوقت مناسباً للمصارحة بالحقيقة والدعوة إلى الله .. ولم لا؟ فامرأة فرعون نفسها آمنت بالله رباً واحداً لا شريك له ، وبموسى عليه السلام نبياً ، وكفرت بزوجها الدعيّ المتجبّر ، وسألت الله تعالى أن ينجيها من فرعون وعمله ، وأن يبني لها بيتاً في الجنة ، فلم لا تكون ابنتها مثلها ؟! قال المرأة : بل باسم الله خالق السموات والأرض ، رب العالمين . قالت الفتاة : أنت تقصدين والدي بالطبع . قالت المرأة بل أقصد الله ربي وربـَّك وربَّ أبيك . قالت الفتاة محتدّة : ماذا تقولين يا مرأة ؟ قالت الماشطة بهدوء واتزان : إن أباك بشر مثلي ومثلك يا ابنتي ، لا حول له ، ولا قوة ، وما فرعون إلا رجل كبقية الرجال يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ ، ويمرض ويصح ... إنه مخلوق يا ابنتي ، فلا تغرّنّك المظاهر الكاذبة الخادعة . قالت الفتاة الغرّيرة مستاءة ممن حطّم آمالها الطفولية بأبيها – وكل فتاة بأبيها معجبة – لأشكونّك إلى أبي ما لم تعودي عن قولك هذا . قالت الماشطة : بل تعس أبوك من متكبر لا يؤمن بيوم الحساب . وصل الخبر إلى فرعون ، فامتلأ غضباً وتاه كِبراً ، أفي قصره من يكفر به ؟ أوَصَلَ أتباع موسى إلى مأمنه ومكمنه ؟ يا للفضيحة ! .. وأسرع يستجلي الخبر ليئده في مكانه قبل أن يستفحل خطره في القصر ، ثم بين المقربين ... قد انتشر بين العامّة فلا ينبغي أن يصل إلى عرين فرعون . قال فرعون : أصحيح ما قالته الفتاة ؛ أيتها الماشطة؟! قالت : نعم أيها الملك ، فلا إله إلا الله وحده ، لا شريك له . قال مهدداً متوعّداً : ألك رب غيري ؟. قالت المرأة : ربي وربك الله الذي في السماء ؛ أيها الفرعون . قال لأقتلنّك إن فعلتِ . قالت : لكل أجل كتاب ، وإلى الله المصير . قال فرعون : أزوجك صابئ مثلك ؟ لأقتلنكما معاً . وجيء بالزوج ، فأعلن شهادة الحق المدوية في أذن التاريخ أنْ لاإله إلا الله ، وحده لا شريك له . والفراعنة في كل زمان ومكان لا يحبون أن يسمعوا قولة الحق ، ولا يقرون بها ، ويعذبون أصحابها ويقتلونهم ... لكنْ أن يٌقتل الأطفال بجريرة غيرهم أمرٌ في غاية الهمجية والوضاعة ؟! هذا دأب الجبابرة العتاة والشياطين المردة . وكما فعل أصحاب الأخدود بالمؤمنين فعل فرعون بهذه الأسرة الصغيرة المؤمنة ، فأوقدت النار في نقرة كبيرة من نحاس عميق ، فلما اشتد أوارها قالا له : إن لنا إليك حاجة . قال فرعون : ماهي ؟ قالا: أن تجعل رفاتنا في ثوب واحد ، فتدفنه في حفرة واحدة . قال : ذلك لكم لِما لكما علينا من حق خدمتكما لنا . وألقي الرجل فيها أولاً ، فكان رابط الجأش ، نديّ اللسان بذكر الله عز وجل . وكما نطق رضيع في قصة الأخدود يحث أمه على الدخول في الأخدود دون خوف ولا نكوص فرمت به وبنفسها فكانت من الخالدين نطق الرضيع هنا قائلاً لأمه : اصبري يا أماه فإنك على الحق ، واقتحمي النار ، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .. فاقتحمتها لتفوز الأسرة بالنعيم المقيم في جوار رب محب رحيم | |
|
الشافعي الصحراوي عضو جديد
عدد المساهمات : 3 نقاط : 3 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 11/04/1984 تاريخ التسجيل : 20/10/2015 العمر : 40
| موضوع: رد: لم يذكر اسمها ولم ينسى فعلها الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 2:01 pm | |
| | |
|