اغدا القاك
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ
يالشوقي وإحتراقي في إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا
أغداً ألقاك
******
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء
فأت أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
*******
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
*********
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
أغداً ألقاك.
وله قصائد اخرى كثيرة اخترت لكم واحدة منها وهى تقول :
اتاني صاحبي يبغي عروسا
أتاني صاحبي يبغي عروسا وكنت مشيره في كل أمـر..
فقمت مهللا وطفقت أتلو عليـه كـل عالقـة بفكـري..
فقلت له سعاد فقال إني بذلت لحبها روحـي وعمـري..
سهرت الليل من شوق إليهاوطال لنجمه عدي وحصري...
ولكن يا لحظي قيل لما ذهبت أريدها خطبـت لغيـري...
فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق وتهذيب وتربية لعمري...
ولكن ما لهافي الحسن حظ فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟
فقلت إذن فزينب ذات حسن يقلب عاشقيها فوق جمـر....
فقال ومايفيد الحسن ما لم تزنه خلائـق كالماء تسـري...
فقلت أرى لزهراء التفاتا كظبيـة بانـة لاحـت بقفـر....
وأخلاقا من الانسام أحلى ومن نغم على الأوتار يجري...
فقال نعم ولكن بيت سوء وبيت السوء بالحسناء يزري..
ألم تسمع حديث الناس عنه وعن ماضيه من قبر لقبر...
فقلت وما حديث الناس إني رأيت الحب لا يرضى بأسر....
فثار مغاضبا وسكت لما قرأت بوجهـه آيـات زجـري....
فقال أراك تعلم بالغوانـي كأنـك درة فـي كـل نحـر....
فقلت إذن حليمة فقال قبحا لرأيك اشتري جهلا بمهـر...
فما ذهبت إلى الكتاب يوما وما قرأت ولو مقدار سطـر..
فقلت إذن حياة..بها بثوروسلوى تلك قال بغيـر شعـر..
فقلت اختر إذن عشرا حسانا وخذ من كل واحدة بقـدر...
وصغ منهن واحدة وخذها إليك قرينة ما دمـت تـدري...
الهادى آدم شاعر سامق عذب الحروف وسلس الاسلوب واللحن الشعرى..ولعل الهادى آدم نال بعض من الشهرة لتغنى ام كلثوم لاحدى قصائده وكان الاحرى ان تشتهر ام كلثوم لتغنيها بشعره..
ويعتبر النقاد في الخرطوم الراحل الهادى آدم، 80 عاما، أنه ظل لعقود في مصاف الشعراء الكبار، ليس على مستوى السودان، وإنما على مستوى العالم العربي. ورغم انتمائه لجيل سابق للحركة الشعرية المعاصرة الشعراء المحدثين. ، فإنه يعتبر من
والهادي آدم من المعلمين القدامى في السودان في شتى المراحل الدراسية، خاصة المرحلة الثانوية العليا. ويشهد له النقاد ودارسو تاريخ الأدب في بلاده، بأنه من اوائل الذين ساهموا في نهضة الشعر في البلاد، من خلال الجمعيات الأدبية التي كان يشرف عليها في المدارس التي عمل فيها في شتى بقاع السودان.
رحم الله الهادى ادم ......