سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطى الخليل في فلسطين وقف لبني تميم وكتب لهم عقدا" بهذا وكان من الشهود عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأنهم ما يزالون يعيشون بالخليل ويتمسكون بحقهم في الوقف ، فهل هذا صحيح ؟ مع أن فلسطين لم تكن للمسلمين في ذلك الوقت ؟.
الحمد لله
جاء في عدة روايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع تميماً الداري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " بيت حبرون " وهي " الخليل " الآن .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
تميم بن أوس بن خارجة أبو رقية الداري .
انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان ونزل بيت المقدس وكان إسلامه سنة تسع .
قال يعقوب بن سفيان : لم يكن له ذَكَر ، وإنما كانت له ابنة تسمى رقية .
وجاء من وجوه عديدة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه بيت حبرون .
" تهذيب التهذيب " ( 1 / 449 ) مختصراً .
وجاء في معجم البلدان (2/212) :
" حَبْرُون اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام بالبيت المقدس ، وقد غلب على اسمها الخليل .
وقدم على النبي تميم الداري في قومه وسأله أن يقطعه حبرون فأجابه وكتب له كتابا نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أعطى محمد رسول الله لتميم الداري وأصحابه : إني أعطيتكم بيت عينون وحبرون والمرطوم وبيت إبراهيم بذمتهم وجميع ما فيهم ، عطية بت ، ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم بعدهم ، أبد الآبدين ، فمن آذاهم فيه آذى الله ، شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب " اهـ باختصار .
ولم تكن " فلسطين " يومئذٍ بأيدي المسلمين ، بل كانت بأيدي الروم ، فأقطعهم الرسول صلى الله عليه وسلم إياها بعد أن يفتحها الله عليه . فيكون هذا كالبشارة من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفتحها .
ولما فتحت في عهد عمر وفّى بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأوقفها تميم على ذريته وعلى خيرات حددها ، فهو أول وقف في الإسلام في أرض فلسطين ، وقد ذكر المقدسي في كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " : " ... وجود دار ضيافة دائمة مع خباز وطباخ وخدام يقدمون العدس بالزيت لكل حاجّ أو زائر يمر بمدينة الخليل ، وهذه الضيافة والإطعام من وقف تميم الداري رضي الله عنه " .
وقال القلقشندي :
قال الحمداني: وبلد الخليل عليه السلام معمور من بني تميم الداري رضي الله عنه وبيد بني تميم هؤلاء الرقعة التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم لتميم وإخوته بإقطاعهم بيت حبرون التي هي بلد الخليل عليه السلام وبعض بلادها .
" صبح الأعشى " ( 1 / 47 ) .
والله أعلم .