ادخلته القبر حيا

فشل الخطيبان في استمرار العلاقة بينهما وانفصلا كلا منهما يحمل داخله أحزان وأوجاع الفراق، بعد أن باءت كل المحاولات بالفشل في عودة المياه إلي مجاريها لتنتهي حياة الشاب لمدة ثلاثة ساعات حياً داخل قبر.

اعتاد الشاب الثري الذهاب إلى مدرسة حبيبته الطالبة بالصف الثالث الثانوي بعد اقتناعه التام بأنها زوجة المستقبل، خاصة بعد إحساسه بموافقتها.

غمرته سعادة بالغة بعد أن بارك الأهل والأقارب بالخطبة السعيدة، ومع مرور الأيام حاول كلا منهما تقريب وجهات النظر والتفاهم فيما بينهما، لكن تدخل الشيطان حتى وصلا إلى طريق مسدود اتخذا من خلاله القرار بالانفصال.

اسودت الدنيا في عين الشاب وسيطرت عليه الأحزان لإحساسه بالفشل مع أول تجربة حب يمر بها، حاول مراراً وتكراراً الذهاب لمقابلتها عقب انصرافها بعد اليوم الدراسي ونسي عادات وتقاليد المدينة التي يقطن بها، لكنها كانت ترفض التحدث أو النظر إليه، ليتملكه الإحساس بالإهانة وإهدار كرامته خاصة أمام زميلاتها.

ليتحول إلى مراهق يفقد الاحترام والذوق في التعامل مع الجنس الناعم، أخذ في ملاحقتها ومعاكستها بألفاظ وحركات تخدش الحياء، لتصير أفعاله وتصرفاته كابوساً يطاردها يوميا، رغم نصيحتها له بعدم التعرض لها خشية حدوث مشاكل بين العائلتين، ولكنه لم يبال، وفي أحد الأيام حاول إجبارها على الركوب معه داخل سيارته، فيتدخل بعض الأشخاص وفر هاربا.

علمت عائلة الفتاة بما حدث، وقرروا الانتقام منه، واختطفوه وأذاقوه أبشع أنواع التعذيب ويحملوه على الأعناق منهك القوى، لتنطلق صرخاته تدوي وتخترق سكون المقابر أثناء إيداعه أحد القبور حياً لمدة ثلاث ساعات، أصيب خلالها بالعمى الحسي والحركي من هول الظلمة محاولا الخروج والمكوث على درجات القبر.

وفور علم محمد الوكيل مدير النيابة والذي ترك مكتبه ومتعلقاته الشخصية وهرول مسرعا ليخرج الشاب من قبره والذي وقع مغشيا عليه بعد خروجه من القبر وسط علامات الدهشة التي بدت على وجوه الجميع، وتم إيداعه العناية المركزة، وما أن سمحت حالته الصحية بالتحدث ومواجهته بالاتهامات وشروعه في خطف الفتاة، وبشهادة الشهود انهمر في بكاء هستيري.

وجاءت ساعة الحسم بعد أن عقد العائلتين مجلس عرفي ترأسه وكيل النائب العام بصفة ودية وحقنا للدماء، وارتضيا بما اتخذ من قرارات خلال المجلس.

منقول